أثار حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس “أولمبياد 2024” موجة واسعة من الانتقادات والجدل على مستوى العالم، وذلك بسبب بعض العروض المثيرة للجدل التي تضمنها الحفل.
وكان من أبرز النقاط المثيرة للانتقاد مشهد قيل إنه يجسد “العشاء الأخير” للسيد المسيح، والذي قدمته مجموعة من الشواذ جنسياً، الأمر الذي أثار غضباً شديداً لدى العديد من المشاهدين الذين اعتبروه إساءة للرموز الدينية والمجتمع والأسرة والطفل.
وقد عبّر الكثيرون عن استيائهم في منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصف البعض الحفل بأنه “أسوأ حفل في تاريخ الأولمبياد” و”قمة الانحطاط الأخلاقي والديني”. كما طالب آخرون بضرورة حجب بعض المشاهد التي اعتبروها غير مناسبة للأطفال والعائلات.
الكاتب الكويتي عصام الصالح قال في منشور إن “افتتاح الأولمبياد بباريس كان عاراً، ترويج للمثلية والمتحولين كما نري من حامل الشعلة، وشخص سخيف عاري تماما مصبوغ بالأرزق يرقص أمام طاولة توميء وتذكّر بلوحة العشاء الأخير للمسيح، وامرأة قبيحة تغني بلحية”، مضيفا أن ما جرى أمر “مقزز”.
وختم الصالح تغريدته قائلاً “تلك هي زبالة فرنسا للعالم”.
افتتاح الأولمبياد بباريس كان عاراً !
ترويج للمثلية والمتحولين كما نري من حامل الشعلة !
و شخص سخيف عاري تماما مصبوغ بالارزق !
يرقص امام طاولة توميء وتذكّر بلوحة العشاء الأخير للمسيح !
وامرأة قبيحة تغني بلحية ! مقزز ..
تلك هي زبالة فرنسا للعالم! pic.twitter.com/6s5q5YrraJ— د.عصام الصالح (@Q8demo) July 27, 2024
علاوة على ذلك، أشار البعض إلى أن هذا الحفل يعكس أزمة أخلاقية تمر بها المجتمعات الغربية، ويعكس أيضًا صراعات ثقافية بين القيم التقليدية والقيم الحديثة التي تؤيدها بعض الفئات الليبرالية.
هذه الاعتراضات لم تقتصر فقط على المشاهد الدينية، بل امتدت أيضًا إلى القضايا الأخرى كالترويج للشذوذ الجنسي والاحتجاج على التعدي على القيم التقليدية والأخلاقية.
وقال الأكاديمي العُماني حيدر اللواتي في منشور إن “استماتة الغرب في شرعنة ودعم وإبراز وترسيخ الشذوذ الجنسي وتسويقه للعالم وأحيانا فرضه على الشعوب والمجتمعات استماتة عجيبة، حتما لها أهداف وغايات مخيفة لا تقل في خطرها وقبحها ومآسيها عن أهداف وغايات الحروب المدمرة على الشعوب لإخضاعها واستعبادها ونهب خيراتها وثرواتها”.
وأضاف “حسب ما جاء في أسفار العهد الجديد (كما يدّعون)، فإن العشاء الأخير هو عشاء عيد الفصح التقليدي وكان يعتبر آخر ما احتفل به السيد المسيح مع تلاميذه قبل أن يتم اعتقاله”.
وزاد قائلاً “بالأمس في افتتاح الأولمبياد في باريس تم تجسيد مشهد العشاء الأخير للمسيح، تم تمثيله من قبل الشاذين والمتحولين جنسيا”، متابعاً “هكذا يتعاملون مع رموزهم المقدسة فهل نتوقع منهم احترام رموز مقدسة عند الشعوب والأمم الأخرى؟!”.
استماتة الغرب في شرعنة ودعم وابراز وترسيخ الشذوذ الجنسي وتسويقه للعالم واحيانا فرضه على الشعوب والمجتمعات استماتة عجيبة حتما لها اهداف وغايات مخيفة لا تقل في خطرها وقبحهها ومآسيها عن اهداف وغايات الحروب المدمرة على الشعوب لاخضاعها واستعبادها ونهب خيراتها وثرواتها!
حسب ما جاء في… pic.twitter.com/mdHudfY9Lo
— د. حيدر اللواتي (@DrAl_Lawati) July 27, 2024
بالإضافة إلى ذلك، استنكر البعض استخدام الألعاب الأولمبية كمنصة للترويج للشذوذ الجنسي، للجدل، مما أدى إلى موجة من الاعتراضات والدعوات لمقاطعة الحدث أو عدم مشاهدته، خاصة من قبل العائلات التي تسعى لحماية أطفالها من المشاهد التي تروج لقيم متنافية مع قيمهم الدينية والثقافية.
ابعدوا أطفالكم عن مشاهدة أولمبياد باريس حماية لطفولتهم ومقاطعة لمن ينشر الأفكار الهدامة .#ParisOlympics2024 #Olympic2024
— محمد الخليفي (@QatarAlkhulaifi) July 27, 2024
وتعالت أصوات كثيرين للمطالبة بمقاطعة الألعاب الأولمبية احتجاجاً على محتوى حفل الافتتاح، في حين تساءل آخرون عن الرسالة التي أرادت فرنسا إيصاله من وراء “أولمبياد باريس 2024” وما تخلل حفل الافتتاح من إساءات واسعة للدين والمجتمع.
وقال الأكاديمي السعودي مصطفى النعمي إنه “في المناسبات الكبرى الرسمية كانت رياضية أو غيرها تحاول الدولة المنظمة إرسال نماذج من قيمها وتاريخها وحضارتها أو رؤيتها. لكن في حفل افتتاح أولمبياد باريس، لم يعرف أحد الرسالة التي أرادت فرنسا إرسالها”.
وأضاف أن “هناك أكثر من رسالة لكنها تعبر عن أزمة أخلاقية تمر بها وكذا اليسار. فكر اليسار العابث والقائم على هدم قيم المجتمعات وفرض قذارتهم على العالم والدعوة للفوضى”، معتبراً أنه “لابد أن تكون هناك وقفة مع أجندة اليسار وأدواته لوقف أفكاره وشذوذه”.
في المناسبات الكبرى الرسمية كانت رياضية او غيرها تحاول الدولة المنظمة ارسال نماذج من قيمها وتاريخها وحضارتها أو رؤيتها ، في حفل افتتاح أولمبياد باريس ، لم يعرف احد الرسالة التي ارادت فرنسا إرسالها ، هناك اكثر من رسالة لكنها تعبر عن ازمة اخلاقية تمر بها وكذا اليسار ،…
— مصطفى النعمي (@m_alnamai) July 27, 2024
وكان من الملاحظ أن هناك ضجة عربية واسعة عقب حفل الافتتاح، حيث دعا البعض إلى مقاطعة الأولمبياد وحجب بعض المشاهد التي تعتبر غير مناسبة للأطفال ولغير المسلمين.
دفاعاَ عن الفطرة السوية وانتصاراَ لقيمها الرفيعة قاطعوا #أولمبياد_باريس2024 فهي في حقيقتها #اولمبياد_قوم_لوط
قاطعوها من حيث المشاهدة، والاهتمام، والتفاعل، فاجعلوا بضاعة أحقر مستعمر عرفه التاريخ، وأوسخ مصدر للشذوذ والتخنث تخيس وترجع إليهم. #أولمبياد_باريس_2024
— عثمان الثويني (@othmanco86) July 27, 2024
وقال الإعلامي والكاتب الكويتي عثمان الثويني “دفاعاَ عن الفطرة السوية وانتصاراَ لقيمها الرفيعة قاطعوا أولمبياد باريس 2024، فهي في حقيقتها أولمبياد قوم لوط”.
وتابع “قاطعوها من حيث المشاهدة، والاهتمام، والتفاعل، فاجعلوا بضاعة أحقر مستعمر عرفه التاريخ، وأوسخ مصدر للشذوذ والتخنث تخيس وترجع إليهم”.
تقف البشرية اليوم على حافة الهاوية لا بسبب التهديد بالفناء المعلق على رأسها فهذا عرض للمرض وليس هو المرض و لكن بسبب إفلاسها في عالم “القيم” التي يمكن أن تنمو الحياة الإنسانية في ظلالها نموا سليماً وتترقى ترقياً صحيحاً..
سيد قطب#فرنسا_2024 #أولمبياد_باريس_2024 #باريس_2024 pic.twitter.com/kkuOAEx0p2
— د. محمد عبدالله المطر (@Dr_Almtar) July 27, 2024
وأيده المغرد مشعل الخالدي، الذي قال “ضجة كبيرة بعد حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024 بسبب إصرار علمانية فرنسا الفاشية على إهانة الفطرة بإقحام الشذوذ بشكل مقزز وتعمد إهانة الأديان خاصة المسيحية بالاستهزاء برموزها في الكتاب المقدس والترويج لما يعتبره المسيحيون رموز شيطانية.
بالمقابل، تظهر الانتقادات أن بعض الغاضبين يرون أن حفل افتتاح باريس جاء كرد فعل على ما قامت به قطر في مونديال 2022، حيث منعت مظاهر المثلية وأظهرت التزامًا بقيمها الدينية.
وقال المغرد حيدر الخفاجي “يظهر أن الغرب (المِثلي) لم ينسَ ما فعلته قطر في كأس العالم الأخيرة من منع لمظاهر المثلية، فتراهم عادوا بحالة غريبة من الهيستيريا في أولمبياد باريس، فوظَّفوا حتى لوحة دافنشي بتصويره للعشاء الأخير بين السيد المسيح (ع) وحواريه بصورة مثلية شاذّة، تحت عنوان التنوّع، ليعلنوا بذلك عن هويّتهم الثقافية بوضوح، وليقرعوا أجراس الحرب القادمة على شعوب العالم الأخرى، حرب (الشذوذ) المغطّاة بشتّى التسميات والتوصيفات، كالحرية الشخصية و(الجندر) والتنوع وغيرها”.
وأضاف “لنستعدّ لما هو قادم في هذه الحرب، بِسلاح الإيمان والفطرة السليمة، أمام سلاحهم الذي هو ليس أكثر من زجاج الشاشات”.
واعتبر البعض أن العرض الباريسي يهدف إلى الرد على تلك الإجراءات التي قامت بها دولة قطر بأسلوب مستفز، مما يعكس صراعاً ثقافياً بين القيم الغربية والقيم المحافظة.
وقالت المغردة نور الهدى “عروض المتحولين في أولمبياد باريس كانت ردا على مونديال قطر الذي منعت فيه مجتمع الميم والمتحولين من الظهور، وقد رأينا كيف كانت ردة فعل الدول الغربية التي امتعضت وغضبت وحاولت بشتى الطرق التشويش على المونديال”.
وتابعت بالقول “المهم، هذا الأولمبياد يعد أسوأ أولمبياد على مر التاريخ”.
وشهدت فرنسا سلسلة من الهجمات المنسقة على شبكة النقل قبل ساعات من حفل افتتاح “أولمبياد باريس 2024″، ومن هذه الأحداث:
- هجوم على شبكة القطارات فائقة السرعة.
- أعلنت شركة السكك الحديدية الفرنسية SNCF عن تعرض شبكة القطارات فائقة السرعة لـ “أعمال خبيثة”.
- تأثرت خطوط TGV في غرب وشمال وشرق باريس، مما أدى إلى اضطرابات كبيرة في حركة النقل.
- تشكلت طوابير طويلة في محطة غار مونبارناس بباريس نتيجة الاضطرابات.
- إنذار كاذب بوجود قنبلة في مطار بازل- مولوز.
- تم إخلاء المطار الواقع على الحدود الفرنسية السويسرية بعد بلاغ عن وجود قنبلة.
- علق المطار عملياته مؤقتًا قبل استئنافها بعد إجراءات أمنية روتينية