اخر الاخبار

أخبار

رغم الهزيمة في 4 مباريات متتالية… مانشستر سيتي يجب ألا يصاب بالذعر

يكمن الخطر دائماً في المبالغة في رد الفعل. لقد رأينا مانشستر سيتي يعاني من خلل واضح في هذه المرحلة نفسها من الموسم من قبل، لكن الهزيمة أمام برايتون في الجولة الماضية تعني أن المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا قد خسر 4 مباريات متتالية للمرة الأولى في مسيرته التدريبية. سيكون من السابق لأوانه للغاية الإشارة إلى أن هذه الإمبراطورية الكروية قد بدأت في الانهيار، لكن، وللمرة الأولى منذ فترة طويلة، أصبح هناك شعور بأن الهالة المحيطة بمانشستر سيتي قد بدأت تتراجع.

ومع ذلك، يتعين علينا أن نضع الأمور في نصابها الصحيح، فقد كانت إحدى هذه الهزائم في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، وكانت هزيمة أخرى في دوري أبطال أوروبا، التي يحتل فيها مانشستر سيتي المركز العاشر. لكن حتى لو فشل في احتلال أحد المراكز الـ8 الأولى المؤهِّلة بشكل مباشر إلى دور الـ16، فسيواجه فينورد (على ملعبه)، ويوفنتوس وباريس سان جيرمان (خارج ملعبه) وكلوب بروج (على ملعبه)، فمن المؤكد أنه سيتأهل إلى الأدوار الإقصائية على الأقل. لكن اثنتين من الهزائم الأخيرة كانتا في الدوري الإنجليزي الممتاز: خارج ملعبه أمام بورنموث ثم برايتون، ونتيجة لذلك يتخلف مانشستر سيتي بفارق 5 نقاط عن المتصدر، ليفربول.

في الحقيقة، من المعتاد أن يعاني مانشستر سيتي من تذبذب طفيف في هذه المرحلة من الموسم. ويحب غوارديولا أن تصل فرقه إلى قمة مستواها في شهرَي مارس (آذار) وأبريل (نيسان)، عندما يحين موعد إقامة المباريات الحاسمة في أوروبا، ولهذا السبب فإن النمط المميز لنجاحات مانشستر سيتي هو الوصول لأعلى مستوى ممكن بحلول فصل الربيع. وهذا يعني أن الفريق لا يكون في بعض الأحيان في أفضل حالاته في الخريف، وربما هناك أيضاً شعور الآن بأن غوارديولا يعمل على الوصول لأفضل طريقة ممكنة لاستغلال موارده، وتطوير خططه التكتيكية للموسم.

في هذه المرحلة من الموسم الماضي، مرَّ الفريق بفترة صعبة، حيث خاض 6 مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز لم يحقق فيها سوى فوز وحيد وبشكل غير مقنع، عندما فاز على لوتون تاون بهدفين مقابل هدف وحيد. وبعد المباراة الأخيرة من تلك السلسلة السلبية، التي تعادل فيها مع كريستال بالاس بهدفين لكل فريق، حصل مانشستر سيتي على 34 نقطة من 17 مباراة. وفي الموسم الحالي، حصل الفريق على 23 نقطة من 11 مباراة، وهو ما يعني أنه من المرجح تماماً عند منتصف موسم الدوري الإنجليزي الممتاز، أي بعد 19 مباراة، سوف يحصل الفريق على 40 نقطة تقريباً، كما حدث تماماً خلال العام الماضي.

ربما يكون ليفربول بقيادة أرني سلوت، الذي تَقدَّم بفارق 5 نقاط بعد فوزه بهدفين دون رد على أستون فيلا في الجولة نفسها، منافساً أكثر قوة وشراسة من آرسنال بقيادة ميكيل أرتيتا. سوف يتضح الأمر بشكل أكبر بعد زيارة مانشستر سيتي ملعب «آنفيلد» لمواجهة ليفربول في الأول من ديسمبر (كانون الأول)، لكن من حيث الأرقام وعدد النقاط، لا يوجد سبب يدعو مانشستر سيتي للذعر. وعلاوة على ذلك، لم يكن الأداء سيئاً، فقد كان مانشستر سيتي الطرف الأفضل خلال الشوط الأول أمام سبورتنغ لشبونة وبرايتون، وكان بإمكانه بسهولة أن يتقدم بهدفين في الشوط الأول في كل من المباراتين. وكان الفريق قريباً للغاية من إدراك هدف التعادل في وقت متأخر من مباراتيه أمام بورنموث وتوتنهام، لكن النقطة المهمة هنا تتمثل في أن الفريق قد أصبح فجأة عرضة للخطر.

وبعد تكبده الهزيمة الرابعة على التوالي، في ظاهرة غير مسبوقة في عهد المدرب الإسباني، أعرب غوارديولا عن ثقته في عودة فريقه إلى قمة مستواه المعهود قريباً. ويرى غوارديولا أن عودة كثير من لاعبي الفريق الأول بعد نهاية فترة التوقف الدولي، ستبشر بتغيير في حظوظ حامل اللقب. ونقل الموقع الرسمي لمانشستر سيتي عن غوارديولا قوله: «سأفكر في هذه الأزمة خلال الأيام المقبلة، نُصفِّي الأذهان، ويعود اللاعبون المصابون، هذا هو الهدف».

وأضاف : «عندما يعود اللاعبون، أود أن ألعب بمستوى الشوط الأول لأننا لعبنا جيداً لمدة 70 دقيقة أمام برايتون». وأشار: «أعرف كيف نلعب، المستوى الذي نقدمه جيد حقاً في لحظات معينة، لكننا غير قادرين على الاستمرار لفترة طويلة». وأوضح المدرب الإسباني: «أنا متأكد من أنه عندما يعود اللاعبون، يمكنهم تقديم بعض الصفات الفردية في الفريق وسنعود أقوى». وأكد: «لقد خسرنا مباراتين في الدوري الإنجليزي الممتاز، علينا أن نتغير ونعود للفوز… ليس لدي أي شك في أننا سنعود إلى الأفضل».

وأشار : «هذا هو التحدي الذي أواجهه وأنا أحب ذلك، لن أتراجع وأريد القيام بذلك أكثر من أي وقت مضى، وسنحاول مرة أخرى». وأكد: «نحاول تحليل أدائنا في 4 هزائم متتالية، لكن السؤال هو: كيف نلعب». وأوضح غوارديولا: «بورنموث يستحق الفوز، لكن الأداء كان جيداً حقاً أمام توتنهام وكان هناك كثير من الأشياء الإيجابية في لشبونة وأمام برايتون، لكننا خسرنا». وأوضح: «عندما نلعب بشكل سيئ، فأنا أول مَن يقول ذلك، لكن ليس لدي هذا الشعور».

يتولى غوارديولا قيادة مانشستر سيتي منذ فترة طويلة، وبالتالي فهو على دراية تامة بنقاط الضعف التي يعاني منها الفريق. إنه يفضِّل الاعتماد على خط دفاع متقدم، وهو ما يعني أنه إذا أخطأ الفريق في ممارسة الضغط العالي على المنافس، فمن الممكن أن يتم اختراق فريقه بسهولة من خلال تمريرات بسيطة خلف خط الدفاع المتقدم. ولهذا السبب يقضي غوارديولا كثيراً من الوقت في التركيز على التحكم في رتم المباريات وعدم فقدان الكرة في المواقف التي قد تؤدي إلى هجمات مرتدة سريعة.

وفي الوقت الحالي، لا يمارس الفريق الضغط العالي على المنافس بشكل جيد، وربما يعود السبب في ذلك إلى غياب نجم خط وسطه رودري. لا ينبغي أن تكون الإصابات عذراً أبداً، نظراً لأن أفضل الفرق تكون لديها قائمة طويلة من اللاعبين القادرين على تعويض الغائبين، لكن من الواضح أن مانشستر سيتي تأثر بالفعل بالإصابات. لقد عاد كيفين دي بروين للتو، وغاب روبن دياز وجون ستونز عن خط الدفاع، كما أدى غياب جاك غريليش وجيريمي دوكو وأوسكار بوب إلى الحد من قدرة الفريق الإبداعية.

وعندما تسوء الأمور بالنسبة للفرق التي يتولى غوارديولا تدريبها، فإنها تميل إلى استقبال الأهداف بكثرة وبشكل مفاجئ، كما لو أن الطريقة التي يلعب بها الفريق تجعل اللاعبين لا يمتلكون الشخصية اللازمة لإعادة التوازن إلى الفريق عندما تسوء الأمور. فأمام سبورتنغ لشبونة، اهتزت شباك مانشستر سيتي بهدفين في غضون 3 دقائق فقط، وأمام برايتون استقبل الفريق هدفين في 5 دقائق. ربما كان رودري، مثل فينسنت كومباني من قبله، يمتلك الصفات القيادية التي تجعله قادراً على إيقاف هذا الخلل، وبالتالي فمن الواضح للغاية افتقاد الفريق لخدمات اللاعب المُتوَّج مؤخراً بجائزة أفضل لاعب في العالم.

لكن هذا الفريق يعاني أيضاً بطرق غير مألوفة. لقد بدا كايل ووكر، الذي كانت سرعته الفائقة تمثل أحد عناصر قوة مانشستر سيتي، فجأة بطيئاً، أو على الأقل لم يعد كما كان في السابق. ربما تكون هذه مشكلة تتعلق باللياقة البدنية، لكنها قد تعود أيضاً إلى تقدمه في السن ووصوله إلى الـ34 من عمره. ثم هناك المشكلة الأكبر، التي تتعلق بتعرض الفريق للإرهاق، وهي المشكلة التي بدأ غوارديولا يتحدث عنها بصراحة منذ فترة. يلعب جميع اللاعبين على مستوى النخبة تقريباً كثيراً من المباريات، لكن ربما يشعر اللاعبون بذلك بشكل أكبر عندما يحققون كثيراً من الإنجازات بالفعل، إذ يُعدّ الحفاظ على الدوافع والحوافز باستمرار أحد التحديات الكبرى للمديرين الفنيين الناجحين. ومَن يدري، فربما تكون هناك تأثيرات أيضاً للاتهامات التي وجهتها رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز ضد مانشستر سيتي!

في هذه المرحلة قبل 5 سنوات، حقق مانشستر سيتي فوزين فقط من 7 مباريات، وهو ما أعطى أول إشارة على أن مانشستر سيتي سوف يفقد لقب الدوري لصالح ليفربول، لكن كانت هذه هي المرة الوحيدة التي لم يجد فيها غوارديولا طريقة للعودة بقوة بعد تراجع النتائج. قد يفعل ذلك مرة أخرى، لكن إعادة مانشستر سيتي إلى المسار الصحيح بعد النتائج السلبية الأخيرة قد تكون أكبر تحدٍ يواجه المدير الفني الإسباني!

وكان غوارديولا قد خسر مرتين في 3 مباريات متتالية مع مانشستر سيتي، حيث كانت الأولى في أبريل 2018 عندما خسر 2 – 3 في الدوري الإنجليزي أمام مانشستر يونايتد بقيادة نجمه آنذاك، الفرنسي بول بوغبا، والتي جاءت بين هزيمتَي الفريق أمام ليفربول في مباراتَي الذهاب والإياب بدور الـ8 لبطولة دوري أبطال أوروبا. أما المرة الثانية التي يخسر فيها في 3 مباريات متتالية، فقد امتدت لموسمين خلال 3 بطولات، حيث خسر مانشستر سيتي نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2020 – 2021 أمام تشيلسي، قبل أن يخسر أيضاً أمام ليستر سيتي في مباراة الدرع الخيرية في افتتاح موسم 2021 – 2022، وأعقبتها الهزيمة في مباراته الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز بذلك الموسم أمام توتنهام، حينما سقط أمامه بنتيجة صفر – 1.

المصدر : الشرق الأوسط

قد يعجبك أيضاً