بقلم : سالم السبيعي
الحمد لله الذي أتم علينا نعمته، والحمد لله الذي سخر لنا هذا النجاح الفريد، ووهبنا من فضله ونعمته الكثير وسخر لنا خبراء خلقه من كل الديار، وهيأ لنا الأجواء والمناخ وحفظ لنا الأمن والأمان، وخذل المشككين والحاقدين الذين كانوا يسعون بمكرهم للنيل من قدرات دولة قطر (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله).
الحمد والشكر لله أولا وأخيرا، ثم كما قال نبينا الكريم ﷺ «من لا يشكر الناس لا يشكر الله»، نتوجه بالشكر الجزيل الى سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وسمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظهما الله، ونهنئ دولة قطر الشقيقة بهذا الإنجاز الفريد، والإبداع الفذ، والتنظيم الرائع، والترتيب الدقيق، لم يكن مونديالا رياضيا للعبة واحدة، بل كان مهرجانا شاملا لكل الهوايات البشرية، من فنون وعلوم وآداب وأخلاق رياضية، إضافة إلى النفحات الروحانية من أذان وصلاة وقرآن وأزياء إسلامية عربية، أبدا لم يكن لعب كرة فقط، بل كان فيه جد وعزم، محاضرات ثقافية علمية واقعية، لذا يعد هذا المونديال أحد الفتوحات الإسلامية على العالم أجمع، فقد احتضنت الدوحة مئات الآلاف من البشر من كل حدب وصوب، وأطلعتهم نظريا وعمليا على تعاليم الإسلام وثقافته وأخلاق المسلمين والعرب وغيرت مفاهيم وأفكار من حضر ومن شاهد من خلال وسائل الإعلام أو بما عايشوه وشاهدوه في بلد عربي مسلم، وهو مثال لكل بلدان العرب والمسلمين.
إن هذا المونديال القطري الفريد لم ينته يوم 18 ديسمبر 2022 بل له ترددات وتبعات ستظهر في الأيام والسنوات القادمة منها على سبيل المثال ستكون «الغترة أو الشماغ والعقال والبشت» بألوانهما المختلفة أيقونة للجماهير الرياضية في دول العالم وسنراها في شاشات التلفاز، كذلك ستكون الدوحة ودولة قطر علامة فارقة للتعريف بدول الشرق الأوسط وقربها منها.
إن هذا الإنجاز الكبير بأفعاله، والصغير بمسماه «كأس كرة القدم» سيفيد السياسة والاقتصاد في قطر بكل مناحي الحياة، بعدما رأى العالم «حكومات وشعوبا» ما وصلت إليه دولة قطر وشعبها من رقي وحضارة وإمكانات وخبرات بشرية وعلمية واقتصادية هائلة تؤهلها لمجاراة الدول المتقدمة في كل المجالات، وهي على استعداد لأكثر من ذلك، قدمت دولة قطر خلال 28 يوما موسوعة علمية مفصلة لما هي دولة قطر وإمكاناتها، وعلاقة شعبها بقادته، ومشاركة أفراد من الشعب كل حسب إمكاناته بحسن ضيافة الوفود وتوزيع الهدايا عليهم، مما نشر الحب والاحترام بين الضيوف الوافدين وأهل قطر.
فعلا كانت ملحمة حضارية ثقافية رياضية مفتاحها «كرة» وهذه الكرة هي التي عمرت، وبنت المنشآت والعلاقات الرياضية والديبلوماسية، لذلك لا نقول قطر استضافت «كرة القدم» بل نقول: قطر استضافت «الكرة الأرضية».
لا نملك إلا أن نقول كلمة شكرا لقطر ولشعبها ولقيادتها ولكل من ساهم وشارك في هذا الإنجاز العظيم من صغير وكبير، تقبلوا منا الشكر والامتنان، «بيّض الله وجيهكم».